ولكن الوضع تغير بعد العام 1965 عندما وصل إلى الولايات المتحدة أول دفق واسع النطاق من المسلمين القادمين من دول مختلفة. بوشر بعدئذ ببناء مبانٍ خصيصاً لخدمة الجاليات الإسلامية كمراكز للعبادة والتجمع. وينعكس التنوع الكبير في التجمعات والإثنيات بين المسلمين الأميركيين على تنوع تصاميم الأبنية وتنظيمها.
يشرح الدكتور عمر الخالدي، المصور الفوتوغرافي والمؤرخ لفن عمارة المساجد وكبير علماء الأبحاث في برنامج الأغا خان للهندسة المعمارية الإسلامية في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا في كيمبريج، الأشكال الثلاثة لهندسة المساجد المنتشرة حالياً في الولايات المتحدة.
يشير الدكتور الخالدي إلى أن "هناك أولاً المساجد التي تجسد التصميم التقليدي المنقول من بلد إسلامي واحد أو أكثر. وهناك، ثانياً، مساجد تمثل إعادة تأويل للتقاليد المتوارثة والتي تدمج أحياناً بعناصر الهندسة المعمارية الموجودة في الولايات المتحدة، وثالثاً هناك تصاميم مبتكرة بالكامل كتلك التي اعتمدت في بناء المركز الرئيسي لجمعية أميركا الشمالية الإسلامية في مدينة بلاينفيلد، بولاية انديانا."
تستخدم معظم المساجد من هذه الفئات الثلاث أيضاً كمدارس، ومكتبات، ومراكز اجتماع، ومتاجر كتب، وغرف طعام، وقاعات اجتماعية، وحتى كشقق سكنية.
وهناك اعتبار مهم آخر في الهندسة المعمارية للمساجد هنا يتمثل بالمساحة المخصصة للنساء. في الولايات المتحدة، تشكل النساء بوجه عام جزءاً متكاملاً لنشاطات المسجد ويلعبن دوراً نشطاً للغاية في الجالية الإسلامية. ففي العائلة الأميركية المسلمة النموذجية يذهب كافة أفراد العائلة إلى المسجد لتأدية الصلاة مما يفرض توفير مساحة منفصلة للنساء تكون عادة على الطابق المتوسط للبناية (الميزانين).
في حالات عديدة تعكس هندسة المساجد في أميركا الشمالية تصاميم البناء السائدة في المنطقة المحيطة بها، ولكن يتكهن الدكتور الخالدي بأنه "بمرور الزمن سوف يتطور تصميم نموذجي يمثل مزيجاً ناجحاً بين الحنين إلى الوطن والابتكار." ويضيف الدكتور الخالدي، "ان المساجد التي تُشاد حديثاً في الغرب هي اكثر بكثير من مجموعة قبب ومآذن."
|