|
المعايير الأخلاقية: قواعد السلوك
المكتب الصحفي الحكومي موجود في مجالين في نفس الوقت. فبهذه الصفة، أنت تمثل موقفا حكوميا لجمهور، ولكنك من بعض النواحي تمثل أيضا مصالح الصحافة والمواطنين داخل الحكومة. وسيضعك هذه الدور المزدوج في بعض المواقف الأخلاقية الصعبة في بعض المناسبات. ما الذي ستفعله كمتحدث رسمي صحفي إذا طلب منك رئيسك حجب معلومات غير سرية عن الصحافة؟ وما الذي ستفعله إذا كذب رئيسك لوسائل الإعلام وكنت تعلم بذلك؟ يتعين على المسؤولين الصحفيين الحكوميين أن يتعاملوا مع هذه المسائل في كل بلد، بما في ذلك الولايات المتحدة. ولمساعدتهم على القيام بذلك، فقد قام الكثيرون بوضع قواعد للمعايير الأخلاقية. وتحدد هذه الأنظمة القيمية، التي يحدد الشخص بموجبها ما هو صحيح وما هو خطأ، وما هو نزيه أو غير نزيه، وما هو منصف وغير منصف، أعرافا مقبولة للسلوك للمحترفين والموظفين العاملين. كما أن هذه تُعتبر ضمير المهنة. وعلى نفس القدر من الأهمية يمكن لميثاق المعايير الأخلاقية المعترف به جيدا أن يعطي مدير العمل فهما واضحا لمعايير السلوك التي سيتبعها موظفوه. ويتعين على المتحدثين الرسميين الحكوميين أن يتخذوا قرارات تتجاوب مع مصلحة الجمهور ومديرهم في العمل، بالإضافة إلى قيمهم الشخصية ومعاييرهم المهنية. وبما أن هذه القيم قد تكون متضاربة فإن قواعد السلوك هي في نهاية الأمر معيار للسلوك الصحيح. وتعد المصداقية في الأساس بالغة الأهمية بالنسبة للمتحدث الرسمي الصحفي. ومع أن من المهم إظهار الولاء لمدير العمل فإن أي شيء يقل عن الصدق التام مع وسائل الإعلام سيدمر مصداقية المتحدث الرسمي، وسيؤدي في نهاية الأمر إلى تدمير قيمة الشخص بالنسبة لمديره أيضا. إن ثقة وسائل الإعلام بالمتحدث الرسمي تكتسب بصعوبة، ولا تتحقق إلا مع مرور الوقت عن طريق الأداء المهني والأخلاقي الرفيع. وبالتالي فإن أول هدف للمتحدث المتمسك بالمعايير الأخلاقية هو أن يوصل بصدق حقيقة الحدث أو القضية أو السياسة أو الخطة. ومع أن الحكومة والصحافة يبدوان كخصمين في قواعدهما السلوكية، فإن قواعدهما تشترك في الكثير من المباديء في النظام الديمقراطي. ففي الولايات المتحدة، مثلا، يقتضي المتحدثون الرسميون الحكوميون وقواعد السلوك الصحفي من الشخص المحترف أن يكون مسؤولا وصادقا ودقيقا، وأن لا تكون له مصالح متضاربة، وأن يعمل لخدمة المصلحة العامة، وأن يكون نزيها، وأن يكون قيّما على ثقة الشعب. وفيما يتعلق بموضوع الثقة والدقة، تنص الجمعية الأميركية لمحرري الصحف، في ميثاق سلوكها، على ما يلي: "إن النية الطيبة تجاه القاريء هي أساس الصحافة الجيدة. ويجب أن يبذل كل جهد لضمان دقة محتوى الأخبار وخلوها من التحيز وأن تكون في السياق، وأن تقدم جميع الجوانب بنزاهة." ويمضي إلى القول إن الأخطاء البالغة في الحقائق، والأخطاء المتعلقة بالحذف، يجب أن تصحح بسرعة وبوضوح. وعلى نحو مماثل، تقول الجمعية القومية للمتحدثين الرسميين الحكوميين في ميثاق سلوكها إن المتحدثين الرسميين الحكوميين "لن يقوموا عن قصد بنقل معلومات خاطئة أو مضللة وسيتصرفون بسرعة لتصحيح المعلومات الخاطئة أو المضللة أو الشائعات." وينص ميثاقا المعايير الأخلاقية للجمعيتين على أن أعضاءهما المحترفين سيخدمون الصالح العام، وليس أنفسهم، وأنهم سيتحملون مسؤولية العمل الذي يقدمونه. وفيما يتعلق بالمصلحة العامة والثقة العامة فإن ميثاق الجمعية الأميركية لمحرري الصحف ينص على أن حرية الصحافة ملك للشعب. ويتضمن ذلك الميثاق التالي: ""يجب أن يتم الدفاع عنها ضد أي تطاول أو تهجم من أي جهة، عامة أو خاصة. ويتعين على الصحفيين أن يكونوا متنبهين دائما ليتأكدوا من أن شؤون الشعب تدار في العلن. ويجب عليهم أن يكونوا يقظين ضد جميع من يستغلون الصحافة لأغراض أنانية." وينص ميثاق الجمعية القومية للمتحدثين الرسميين الحكوميين على أنه يتعين على المتحدثين الرسميين الحكوميين "أن يديروا حياتهم المهنية طبقا للمصلحة العامة، اعترافا بأن كلا منا قيّم على ثقة الشعب." وتقدم المثل الواردة في هذين الميثاقين دليلا، ولكن كيف يمكن للقضايا الأخلاقية أن تعالج في أماكن ربما لم يتم التفكير فيها جليا؟ ويمكن لمسؤولي المعلومات العامة أن يأخذوا ما يلي بعين الإعتبار:
وفيما يلي الأجزاء الرئيسية من ميثاق المعاييرالأخلاقية للجمعية القومية للمتحدثين الرسميين الحكوميين: " يتعهد أعضاء الجمعية القومية للمتحدثين الرسميين الحكوميين ويقرون بالتفاني لأهداف اتصالات وتفاهم وتعاون أفضل بين جميع الناس." " إننا نؤمن بأن الحقيقة أمر غير قابل لانتهاك وهي مقدسة، وبأن تقديم المعلومات العامة هو خدمة مدنية أساسية، وبأن الناس عامة وكل مواطن في هذا المكان لهم الحق في الحصول على حقائق متساوية وكاملة ومفهومة ومواتية زمنيا عن حكومتهم. وسوف يقوم الأعضاء بما يلي:
"حين يكون لدى أي عضو دليل أو شك في أن عضوا آخر ارتكب ممارسة غير أخلاقية أو غير قانونية أو غير نزيهة، بما في ذلك انتهاك روح البيان، يتعين على العضو أن يقدّم المعلومات بسرعة للسلطة المعنية التي قد تضم رئيس الجمعية القومية للمتحدثين الرسميين الحكوميين أو رئيس لجنة المعايير الأخلاقية للجمعية. وقد يطلب من الأعضاء الذين يثبت انتهاكهم لميثاق المعايير الأخلاقية للجمعية أن يستقيلوا من الجمعية." |
يشرف على هذا الموقع مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الاميركية. إن الآراء المتضمنة في المواقع المرتبطة بهذا الموقع وغير التابعة للحكومة الاميركية، لا تعكس بالضرورة آراء وزارة الخارجية. |
![]() |